الأربعاء، 4 مايو 2016

شتاء مبكر- من الخيال العلمي



شتاء مبكر
قصة : جون . إ . ستيث
EARLY WINTER
By: John E. Stith
Translated by: Salih Habeeb
ترجمة : صالح حبيب





ذلك الخريف ، تساقطت القنابل النيوترونية ، مع تساقط اوراق الأشجار .
الأوراق التي سقطت في الاماكن المجاورة لأي مركز ضربة ، قد تبخرت. أما تلك البعيدة عن مراكز الضربات فكان تأثيرها يتراوح بين موجات ارتجاجية عنيفة و بين فحيح خافت.
الخيط الاخير من أشعة الشمس الغاربة، اضاء مساحات تغطت بأوراق قرمزية وبنية وصفراء وخضراء.
كان هناك على الأرض الكثير من الأوراق، أكثر مما هو مألوف في مثل هذا الوقت من العام.
كان هناك على الأرض ايضا ... الكثير من البشر ...
***


كان توزيع مراكز الضربات محسوبا بدقة بالحاسبات الألكترونية ، لضمان افضل اصابة ممكنة لكل من على سطح الأرض ، ليكون التأثير كاملا، وفي حالة كهذه سينقسم سكان العالم الى ثلاثة قطاعات :القطاع الأول ، الأموات، القطاع الثاني أولئك الذين تبقى لديهم من صفر الى اربعة وعشرين ساعة من الوقت ليتمتعوا فيه بالحياة، والثالث أولئك الذين تبقى لهم من يوم واحد الى اربعة عشر يوما للبقاء في هذه الدنيا.


وفقا للنتائج المستحصلة من الحاسبات، تبين ان العدو يعاني من نفس الكارثة.
الناس في القطاع الثاني والثالث فقدوا حالا كل اهتمام، بالأمور اليومية الأعتيادية، مثل حفلات الشواء في الهواء الطلق، أو مشاهدة التلفزيون، ولكن مازال هناك منظومات معينة ما زالت تعمل اوتوماتيكيا.
وبينما الناس في القطاع الأول والناس في القطاع الثاني قلقون على من هم في القطاع الأول والذين هم في القطاع الثالث قلقون على من في الثاني كانت الأجهزة الأوتوماتيكية تعمل بدون اي قلق على أحد. بل راحت تخفق ثم تتوقف عن العمل تدريجيا بسبب عدم الأكتراث بها من قبل احد ولكن هناك اجهزة مازالت مستمرة وستستمر بالعمل حتى بعد عشرين يوما رغم اهمالها.
هناك جهاز واحد كان غافلا عما يجري للعالم وما جرى!
هاتف الأعلانات الأوتوماتيكي كان مستمرا في اداء عمله اليومي في الأتصال بكل هواتف المدينة غير مبال ان انخفض عدد الزبائن ام ارتفع. فلقد استمر بالأتصال اوتوماتيكيا وكما يمليه عليه برنامجه ، بجميع هواتف العاصمة مخصصا لكل هاتف ستة دقات لا غير ولن يتضايق ان لم يرد الرقم المطلوب فهو سيخزنه على ان يعاود الأتصال به فيما بعد .
في الأيام القليلة الاولى للحدث كان يتلقى بعض الأجابات العرضية، وفي كل الأحوال كان المتلقي يقفل الخط حال معرفته بان طالب الرقم هو الهاتف الأعلاني.
وبمرور الايام اصبحت الردود اكثر ندرة ، ولكن بعد اربعة عشر يوما ، توقفت كلياً.
لو كانت هذه الآلة الأعلانية تستطيع تشخيص المواقف لربما حاولت ان تتأكد انها مربوطة بشكل صحيح الى خطوط الهاتف، ولكنها غير قادرة على ذلك، فأستمرت تحاول وتحاول، فلم تكن الآلة ذكية بما فيه الكفاية لتدرك بأن لا فائدة منها الآن.
كما انها لم تكن تدرك ايضا بأنها قد تورطت بالبحث عن آخر انسان حي على الأرض.
فجأة و بعد ستة أيام من المحاولات العقيمة في البحث عمن يرد، تم الرد أخيرا على ندائها ولو كانت هذه الآلة مخلوقا حيا لقيل بأن دعائها قد أستجيب أخيرا، ولو كان لها نبض لقيل ان الكتروناتها قد راحت تتدفق اسرع عبر اسلاكها، ولكنها اصيبت بخيبة امل حالا لأن الصوت الذي رد عليها رفض ان يزودها بالرد الذي كانت تتلقاه عادة بعد رفع سماعة الهاتف من الطرف الثاني وهو" نعم " .
دوائرها الألكترونية لم تستطع ان تفهم الكلمات التي جاءت على لسان المتحدث الذي يفترض ان يكون هو الأنسان الوحيد الباقي على قيد الحياة على الأرض . لانه كان يقول :
ـ مرحبا ، هذا هارولد جيمسون ، انا غير قادر على الأجابة في الوقت الحاضر وسأكون مسرورا لو تركت لي اسمك ورقم هاتفك لأتصل بك فيما بعد ..تحدّث حال سماعك الأشارة.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق