الاثنين، 26 ديسمبر 2011

الغرباء القدماء


الغرباء القدماء
Ancient Aliens
ترجمة و اعداد
صالح حبيب
عن قناة
 History  
 التلفزيونية الوثائقية

20 تموز 1969 أصبح رائدا الفضاء نيل آرمسترونك و بوز ألدرين أول مخلوقين بشريين يهبطان على سطح القمر. 

نيل آرمسترونك: " انها خطوة صغيرة للأنسان و لكنها قفزة عملاقة للجنس البشري"
انهم غرباء زاروا القمر قادمين من عالم آخر. كانت هذه في السابق مغامرة من مغامرات قصص الخيال العلمي و الآن .. كل ما كان خيالا في السابق صار ممكن.
 فاذا استطاع الجنس البشري السفر عبر السموات الى كواكب اخرى، مالذي سيمنع كائنات من كواكب اخرى عن زيارة الأرض؟



وسط موجة عارمة في عصرنا الحديث من الشهادات لمشاهدات رؤية العين لصحون طائرة ( UFO ) ظهرت اليوم نظرية جديدة تفيد بأن الأرض قد تم زيارتها في العصور الغابرة من تأريخها من قبل غرباء من كواكب أخرى و قد تم تصورها و اعتبارها في ذلك الزمن على انها ..آلهة.
لو كان ذلك صحيح حقا فهل من أدلة على تلك الزيارات ؟
ربما ان الدليل موجودا. فكل ما علينا هو ان نفتح أذهاننا و عيوننا و مخيلتنا، فالدليل ربما موجودا حولنا.
في آيار 2008 تم اطلاق تصريح مذهل من الفاتيكان، فللمرة الأولى في التأريخ منذ الفي عام أقرت الكنيسة الكاثوليكية بإمكانية وجود حياة عاقلة على كواكب أخرى. و أن الايمان بوجود مخلوقات من منشأ غير أرضي لا يتعارض مع الاعتقاد بوجود الخالق.


" مما يعني، طبعا باننا ندخل عصرا بدأ ينظر فيه الى الكون بطرق مختلفة عن ذي قبل" و الحديث للدكتور لويس نافيا  استاذ الفلسفة في معهد نيويورك للتكنلوجيا " ولو كانت تلك هي حقيقة بالنسبة لنا فلماذا لا تكون ايضا حقيقة بالنسبة للمخلوقات الأخرى في الكون و التي تكون قد زارت ارضنا و ربما قد أرشدت حضاراتنا وثقافاتنا في العصور القديمة". 


ولكن ما الذي اشعل شرارة التغيير في الأفكار الدينية بهذا الخصوص؟ هل تأثرت الكنيسة بالاكتشافات الحالية؟
في عام 2002 استطاعت السفينة الفضائية المـريخية ان تكتشف وجود آثار للجليد تحت سطح كوب المريخ. ان تواجد الثلج و بالتالي أمكانية وجود الماء يوحيان بان الحياة يمكن ان تكون موجودة او تولدت على كوكب آخر غير الأرض.


فبعد عقود من وضع المركبات المكوكية والمستكشفات الروبوتية فان فكرة ارسال العنصر البشري مرة اخرى الى الفضاء و هذه المرة الى المريخ او ما ورائه قد ألهبت المخيلة و اعادت من جديد المقولة التي فحواها بأن:  الجنس البشري و الكائنات الفضائية " الغرباء" قد تقاطعت طرقهم من قبل.






وفقا للمنظرين أصحاب نظرية ( الغرباء القدماء ) فان مخلوقات لا أرضية متفوقة معرفيا في العلوم والهندسة و غير ذلك قد هبطوا على سطح كوكبنا قبل آلافٍ من السنين، و قد اسهموا بخبراتهم في دعم الحضارات الأرضية الأولى و قد غيروا الى الأبد ومنذ ذلك التأريخ مسار التأريخ الانساني. و لكن كيف ظهر هذا المفهوم عند أصحاب هذه النظرية و هل هناك اي دليل يدعم ذلك؟
لقد نشأت نظرية الغرباء القدماء من فكرة عمرها قرون عدة اساسها هو الايمان بأن الحياة موجودة على كواكب أخرى و ان طريق الجنس البشري و طريق المخلوقات اللاأرضية لابد و قد تقاطعا من قبل ليلتقي بعضهم مع بعض. ان فكرة انصهار وتفاعل البشرمع الغرباء قد قفزت الى الأضواء في اعوام الستينيات من القرن الماضي مدفوعة بموجة مشاهدات الصحون الطائرة و افلام الخيال العلمي مثل ستار ترك و فلم اوديسا الفضاء-2001 الذي ظهر في تلك الفترة. ولم يكن دور برنامج الفضاء في ذلك الوقت دورا بسيطا كذلك: لو كان باستطاعة الانسان ان يسافر الى كواكب اخرى فلماذا لا تستطيع المخلوقات اللاأرضية زيارة الأرض؟




في عام 1968 نشر الكاتب السويسري أيريش فون دانيكين كتابه الشهير عربات الآلهة. و الذي اصبح على الفور الأكثر مبيعا في العالم و فيه قدّم للعالم فرضيته التي تفيد بأنه قبل آلاف السنين قد زار الأرض الكثير من الرحالة من كواكب أخرى حيث قامو بتعليم الانسان و اعطائه التقنية و أثروا على دياناته القديمة. و قد خلع الكثيرون على فون دانيكين لقب الأب الشرعي لـ (نظرية الغرباء القدماء) و التي دعيت ايضا بـ (نظرية رواد الفضاء القدماء).



ان أكثر منظّري نظرية الغرباء القدماء بما فيهم فون دانيكين، يشيرون الى نوعين من الادلة ليدعموا بها فكرتهم. النوع الأول هو النصوص الدينية القديمة وفيها ان الانسان شاهد آلهته و تفاعل معها أو مع الكائنات السماوية الأخرى التي هبطت من السماء- بعض الأحيان في مركبات متمثلة بسفن فضائية تمتلك قوى مذهلة.
و النوع الثاني من الادلة هو عينات حقيقية ملموسة مثل الأعمال الفنية القديمة التي تصور الغرباء –  كالأشخاص و المعجزات المعمارية القديمة مثل آثار ستونهنج و الاهرامات المصرية.
لو كان الغرباء قد زاروا الأرض في الماضي القديم فهل من الممكن انهم سيعلنون عن ظهورهم في المستقبل؟  بالنسبة لمنظري الغرباء القدماء ستكون الاجابة بنعمٍ مدوية، لأنهم يؤمنون بذلك فبإشراك العالم بآرائهم فأنهم بذلك قد يساعدون على تهيئة الأجيال المستقبلية للغزو المحتوم الذي ينتظرهم من قبل الغرباء.
ان اصحاب نظرية الغرباء القدماء مثل آيريش فون دانيكين يؤمنون، بانه منذ آلاف خلت من السنين هبطت على الأرض مخلوقات لا أرضية حيث هتف البشر لهم و عبدوهم وعاملوهم كآلهة نظرا للقدرات الخارقة التي يمتلكونها و منها الطيران و السلاح الجبار و منه النووي و الاشعاعي و سرعة التنقل و الصعود والهبوط بين السماء والارض و ما قدموه للبشر من مساعدة – لغاياتهم الخاصة طبعا – وبذلك يكونون قد  ساعدوا على صياغة الحضارة البشرية و تشكيلها منذ ذلك الوقت و ربما قبل ذلك بزمن بعيد. ولكن ما الدليل على الذي يمكن ان يوجد ليدل على تلك اللقاءات مع الغرباء؟ الموالون لهذه النظرية يشيرون كما اسلفنا الى نوعين من الادلة وهي النصوص الدينية القديمة والعينات الفيزيائية الملموسة مثل رسومات الكهوف، الاحجار المنحوتة و الأهرامات، فهل هذا قد استفز فضولك عزيزي القاريء؟ حسنا، اليك مقدمة سريعة لبعض الأمثلة الشهيرة

خطوط النازكا
















فوق صفيحة مرتفعة لصحراء النازكا في بيرو نقشت سلسلة من التصاميم القديمة تمتد على مسافة اكثر من 50 ميلا  حيرت علماء الآثار لعقود طويلة. و مع تلك الخطوط البسيطة و الاشكال الهندسية تجد هناك ايضا رسوما لحيوانات و طيور و اشكال بشرية حجم بعضها يصل الى 600 قدم ( يمكنك مشاهدتها بوضوح بواسطة الكوكل إيرث) ، و بسبب ذلك الحجم الهائل لها فان الاشكال لا يمكن تمييز كنهها إلا من خلال الأرتفاع في الجو ( بواسطة طائرة مثلا)- ولا يوجد أي دليل بأن شعب النازكا الذين سكنوا تلك البقعة ما بين 300 قبل الميلاد و حتى 800 بعد الميلاد  يظهر لنا بأنهم قد اخترعوا آلات طائرة. و وفقا للمنظرين  فأن تلك الأشكال كانت تستخدم كعلامات دلالة وارشاد لسفن الفضاء الهابطة على الأرض، واما الخطوط فتعمل عمل مدارج للهبوط و الاقلاع.





الفيماناس




الكثير من قطع الأدب الملحمي السنسكريتي الذي كتب في الهند قبل الفي عام يحتوي على مراجع عن آلات طائرة اسطورية تسمى الفيماناس. و بالاشارة الى التشابه بين وصف الفيماناس و التقارير الحالية للناس الذين يدعون انهم قد شاهدو صحونا طائرة فأن اصحاب نظرية الغرباء القدماء قد وضعوا نظريتهم على ان رواد فضاء من كواكب اخرى قد زاروا الهند في العصور الغابرة.

تماثيل جزيرة إيستر ( الموآي)





تشتهر جزيرة إيستر التابعة لجزر بولينيزيا  بما يعرف بالموآي و هي عبارة عن 887 تمثالا حجريا على شكل رؤس بشرية عملاقة تنتصب على طول الساحل لحراسته، و يقدر عمرها تقريبا بحوالي 500 عام، ارتفاع كل من هذه التماثيل الموحدة شكلا يبلغ 13 قدما و يزن الواحد منها 14 طنا، ولكن يزيد بعضها بمقدار الضعف طولا و وزنا.
كيف تستطيع مخلوقات بشرية بدون آلات معقدة و بدون معرفة هندسية ان تنقل مثل هذه االهياكل الضخمة ؟
يعتقد بعض المنظرين من اصحاب نظرية الغرباء بأنها من عمل زوار لا ارضيين قد وضعوها كعلامات خاصة لهم على الجزيرة.

پوما پونكا





و تقع على الهضاب البوليفية، و پوما پونكا هو حقل أثري من الأحجار العملاقة المنتشرة هناك و المنحوتة على شكل كتل ضخمة و بطريقة دقيقة و ملساء و بأحجام من الكبر بحيث من المستحيل أن تنحت بتلك الدقة والحدة بدون الاستعانة بآلات ميكانيكية حديثة خصوصا وانها من نوع من حجرالبازلت الصلب و القاسي، و لكن رغم ذلك فأن عمرها يبلغ 1000 عام.
ان منظري الغرباء القدماء يفترضون بان مخلوقات من اصل غير أرضي تمتلك تقنيات هندسية متطورة قد نحتت المشهد كله أو ربما علّمت البشر و وفرت لهم التقنيات اللازمة لأنجازها لأغراضهم الغامضة. وما على البشر إلا التنفيذ لأنها اوامر الآلهة.



كتاب النبي حزقيال

في كتاب النبي حزقيال و هو جزء من الأنجيل العبري يذكر انه كان قد شاهد رؤيا هي عبارة عن مركبة طائرة ترافقها نيران و دخان و ضجيج عالي يصم الآذان. بعض اصحاب نظرية الغرباء أصروا على ان هذه الرؤيا هي انعكاس واضح جدا لأوصاف سفينة فضائية شبيهة بسفن فضاء العصر الحديث. فإن لم تكن عملا من فعل الإله فماذا تكون غير نص ديني يصف مركبة فضائية هبطت لتحقق لقاءا بين البشر و بين أوائل رواد الفضاء من الغرباء.

ناووس ( تابوت حجري) پاكال





پاكال العظيم الذي حكم مدينة پالينكو لحضارة المايا و التي تمثل اليوم جنوب المكسيك، في القرن السابع الميلادي. تم دفنه داخل هرم يدعى  " معبد النقوش " و قد اعتبر غطاء تابوته الحجري المنقوش بدقة وتعقيد تحفة مايانية كلاسيكية و هي القطعة الأكثر زيارة و مشاهدة وتحليل من قبل العالم و من قبل منظري نظرية الغرباء القدماء. لأن پاكال قد تم تصويره في ذلك النحت و هو في داخل مركبة فضائية اثناء عملية الاقلاع و يده على لوحة سيطرة القيادة، أما قدمه فقد كانت على دواسات و انبوب الاوكسجين في فمه.




كانت هذه نبذة بسيطة في بضعة اسطر عن الموضوع المثير الذي يتحدث عنه المسلسل الوثائقي التلفزيوني الذي عرضته قناة  HISTORY  الوثائقية الأمريكية في ثلاثة وثلاثين حلقة استغرقت الحلقة الواحدة منه قرابة ساعة ونصف على مدى ثلاثة مواسم مدعمة بالصور و الافلام الموقعية و الأدلة المدهشة و آراء المنظرين و العلماء والفلاسفة والصحفيين و السكان الاصليين في المناطق الأثرية و باخراج مثير و رائع
استعرضت الحلقات الكثير من الادلة والاحداث و النظريات و المواقع الأثرية و علاقاتها بالنجوم والكواكب الأخرى و الزوار الذين قدموا من اعماق الفضاء في مختلف حقب تأريخ الأرض ولعبوا في معظم الاحيان دور الآلهة و قاموا حتى بالتلاعب بالجينات البشرية لعمل التغييرات التي تخدم أهدافهم

 و لمشاهدة المزيد من الأدلة الأرضية للقاءات المخلوقات اللاأرضية يمكنكم الرجوع الى حلقات هذا العرض المثير بحلقاته الثلاثة وثلاثين ( حتى وقت انتهاء آخر موسم وهو الموسم الثالث في الشهر الماضي)



المصادر:
  1.   قناة History الوثائقية الأمريكية  
  2.   دقائق من الحلقة الأولى – الموسم الأول للعرض التلفزيوني الشيق Ancient Aliens