الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

قصة حب ريفية..چا وين أهلنا


قصة حب ريفية..چا وين أهلنا


رؤية وكتابة : صالح حبيب
"أغنية چا وين أهلنا اغنية عراقية جميلة من التراث العراقي القديم، وهي من الاغاني الريفية الحزينة، وهي حكاية شعبية تحكي فراق حبيبين في بيئة الريف العراقي المتشددة المليئة بالظلم والنميمة لعلاقات الحب والمحبين مهما كانت بريئة وطاهرة.
حاولت ان اجد اثرا للقصة ولاصولها في الانترنيت فوجدت معلومة مختصرة تشير الى:
أن مريم المكناة وحيده خليل قد فقدت زوجها الذي كانت تعشقه بشغف اذ تربوا سوية واحبوا بعضهم وتعلق احدهما بالآخر منذ طفولتهم، اذ رحل عنها ولم تعرف لع اثرا بعد ذلك.
فغنت هذه الاغنية التراثية التي تصف مشاعرها ولحنها لها عميد الاغنية العراقية العملاق عباس جميل و غناها ايضا و كذلك غنتها المطربة الرائعة أمل خضير.
الاحداث جميعها جرت في البصرة في ثلاثينيات القرن الماضي، فلقد سافر حبيبها (زوجها) ولم يعد لاسباب غامضة. بَحَثَتْ عنه في كل مكان ولكن لم تجد له أي أثر، ولا هو عاد اليها، ولهذا فقد غنت قصيدة ريفية تحكي حكاية فتاة في الريف تتشابه ظروف حكايتها مع حكاية وحيدة ومصابها في فقدان الحبيب.
وكانت تلك الفتاة الريفية الشابة قد فقدت حبيبها أيضا وبظروف مشابهة، فغنت وحيدة كلماتها لتعبر من خلالها عن حزنها ونكبتها.
لم تكن القصيدة مجرد شعر او نثر او أغنية وانما لوعة نافثة لنيران متقدة في قلب حزين وشوق جارف وفقدان لزوجٍ هو حبيبٌ ورفيق عمر، فانسابت الكلمات على لسانها حقيقة نقية وخالصة من القلب.
آثرت ان اروي لكم قصة الاغنية من خلال احساسي بالكلمات والاغنية ورؤيتي الخاصة لجو الاحداث الذي أدى الى كتابة هذه الابيات الرقيقة"
الاغنية تروي احداث حبيبين في الريف العراقي فرقهم احد الوشاة الذي اكتشف امرهم لأنه كان يطمع بالفتاة لنفسه، وحسب عادات العرب المجحفة فان الفتاة التي تُكتشف لها قصة حب مع أحد الشبان، فذلك يعني فضيحةٌ نكراء لها ولأهلها، وستتحول تلك الفتاة من سيئة حظ الى سيئة سمعة، وسيكون أهلها محط احتقار وأهانة من قبل العشيرة والديرة والسَلَف وتنتشر قصتهم بين العشائر المجاورة..ومن الأسلم لأهلها -ان لم يقتلوها- الرحيل بعيدا عن الديرة لأن العشق عند تلك العشائر فعل مشين ومحرم على الفتاة، بل هو عار يلتصق بهم طيلة العمر..ومن الأفضل لهم ان يرحلوا عن الديار ليلا وبهدوء وعجالة " 

وهكذ راحت الحبيبة تنوح مخاطبة أهلها أمها وابيها
"ماني صحت يمه احا چا وين أهلنا؟ چا وين؟ چا وين أهلنا"
الى اين يا أهلنا؟ أين يا عشيرتنا؟ اين نحن راحلون؟

"ولف الجهل بالدار وأبعد ظعنا"
حب الطفولة (ولف الجهل) مازال في ديارهم ونحن يبعد بنا الركب ونرحل عنهم
"حملتوا يا أهلي بليل والولف غافي"
حملتوا اغراضكم ليلا هاربين وحملتوني معكم لترحلوا سريعا عن الديرة والحبيب لا علم له برحيلنا لأن الدنيا ليل وهو نائمٌ تلك الليلة لا يعلم برحيلنا وسيفتقدني.
"اسهر وخلي ينام نوم العوافي"
دعوه اذن ينام ليلته بهناء (نوم العوافي) مرتاحا كي لا يعاني آلام فراقي 
ولأسهر أنا عنه واتحمل آلام فراقنا وحدي

"ماني صحت يمه أحا چا وين أهلنا؟ چا وين؟ .. 
چا وينأهلنا؟"
وفي النهاية تخاطب بكبرياء من وشى بقصة حبهم و تسبب بفراقهم
"يا الواشي عاد ارتاح واضحك بالفراق"
الآن اشمت واضحك ايها الواشي لفراقنا
"حسبالك اترجاك ولحبك اشتاق"
هل تظن انني سآتي صاغرة اليك
اترجاك واتلهف لحبك؟


للاستماع لأغنية چاوين أهلنا لوحيدة خليل اضغط الرابط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق