السبت، 28 يناير 2017

خط ماجينو


  خط ماجينو


صور نادرة لتحصينات وقلاع أشهر خط حربي دفاعي في التاريخ


ترجمة : صالح حبيب




خط ماجينو هو سلسلة من التحصينات الدفاعية العسكرية شيدته الحكومة الفرنسية عام 1930 على طول حدودها الشرقية مع ألمانيا وقد سمي هذا الخط الدفاعي تيمنا بأسم وزير الدفاع الفرنسي أندريه ماجينو André Maginot 

فرنسا شيدته من أجل صد الهجمات الألمانية لأي غزو محتمل لأراضيها. والفكرة من بناء هذا الخط الدفاعي الحصين هي إعاقة القوات الألمانية ريثما يتم نقل القوات الرئيسية المقاتلة إلى أرض المعركة على الحدود.



استذكار الفرنسيين للغزو الألماني للأراضي الفرنسية في الحرب العالمية الأولى هو الذي جعلهم حذرين من أن ذلك لن يتكرر مرة اخرى.

كان تفكير الخبراء العسكريين الفرنسيين مدهشا.فهذا الخط الدفاعي كان قادرا على صد أي نوع من الهجمات بكفاءة عالية بما فيها هجوم الدبابات والقصف الجوي.

كان يحوي قطارا للسكك الحديد تحت الأرض لتناقل الوحدات المقاتلة والعتاد والمعدات من قلعة لأخرى

أما ثكنات الجنود فقد كانت مريحة ومكيفة تكييفا مركزيا. وكان الجنرالات الفرنسيون واثقون من ان هذا الخط الدفاعي الحصين يمكن أن يوقف أي هجوم يأتي من الشرق.

ولكن العدو لم يهاجم من الشرق. فإن خط ماجينو كان يمتد مع الحدود الفرنسية الألمانية ولكنه يتوقف عند حدود بلجيكا. لأن بلجيكا كانت دولة محايدة ولم تكن فرنسا تريد انتهاك ذلك الحياد.

لذلك ففي عام 1941 انتهك الألمان الحياد البلجيكي واحتلوا فرنسا عبر بلجيكا، بالضبط كما حصل في الحرب العالمية الأولى. فقد التف الألمان حول خط ماجينو وبذلك صارت كل تحصيناته غير فعالة وليست ذات جدوى. وهكذا غزا الألمان فرنسا واحتلوا باريس خلال ستة أسابيع فقط.

كان لخط ماجينو مشاكله الخاصة حتى لو كان الألمان قد هاجموه فعلا فكلفة إدامته واصلاح اضرار الهجمات والصيانة لم يكن لها التمويل الكافي لإبقاء الوحدات والتجهيزات الضرورية لهم على استعداد كامل لخوض المعارك.

مازال خط ماجينو موجودا ولكن لم تتم صيانته منذ ذلك الحين فلم يعد يستخدم للأغراض العسكرية

هذا الخط يذكرني بخط بارليف الإسرائيلي الذي اقتحمه أبطال الجيش المصري واحتلوه في الساعات الأولى من حرب تشرين عام 1973.

ترجمة بتصرف: صالح حبيب 

الصور


برج رشاشة محصن


ابراج رشاشات Torrets

 

داخل خط ماجينو سكك حديد وقطار للنقل







برج قابل للامتداد والانغلاق


بوابة من بوابات انفاق الخط الدفاعي



قلعة حصينة من قلاع خط ماجينو


النظام الميكانيكي لتدوير ابراج الرشاشات


مدخل من مداخل الخط


قلعة دفاعية حصينة 







Source:

https://www.warhistoryonline.com/featured/abandoned-bunkers-maginotline.html



الثلاثاء، 3 يناير 2017

كم نحتاج من المساحة على الارض لتزويد العالم اجمع بكهرباء الطاقة الشمسية؟

How Much Room Do We Need To Supply The Entire World With Solar Electricity

كم نحتاج من المساحة على الارض لتزويد العالم اجمع بكهرباء الطاقة الشمسية؟


في العام 2009 كان مجمل الاستهلاك العالمي للطاقة الكهربائية هو 20,279,640 گيگا واط.
الشمس تنتج من الطاقة أكثر من ذلك بكثير في خلال ساعة واحدة. وتكمن اللعبة في هذا بجمع طاقتها وتحويلها الى كهرباء مفيدة باستخدام الالواح الشمسية.
فما مقدار المساحة التي تغطى بالألواح الشمسية لكي نجمع طاقة الشمس بحيث تسد حاجة كل الكرة الأرضية من الطاقة الكهربائية؟ في الحقيقة انها ليست بالقدر الذي تتصورون.
في الصورة تبين المربعات الثلاثة الحمراء المساحة المطلوب تغطيتها بالألواح الشمسية لكي تسد الحاجة للكهرباء التي ستنتج من ضوء الشمس لكل من ألمانيا (DE) وأوربا (EU-25) ومن ثم المربع الأكبر بالنسبة للعالم اجمع.
فماذا ننتظر؟ فلنبدأ بتغطية أسطح منازلنا ومصانعنا بالألواح الشمسية.
أفكار-Ideas
اذا اعجبك الموضوع فتابع مدونتي رجاءا بالتسجيل فيها

In 2009, the total global electricity consumption was 20,279,640 GWh. The sun creates more energy than that in one hour. The tricky part is collecting that energy and converting it into useful electricity with solar panels. How much area would need to be covered with solar panels in order to capture enough energy to meet global demand? Actually, it’s not as much as you’d think.
The image above has three red boxes showing what area would need to be covered for Germany (De), Europe (EU-25), and the entire world.
So what the hell are we waiting for? Let’s start getting more solar panels on some rooftops and start chipping away at those boxes!

Please follow up.

Read more at
http://www.iflscience.com/environment/how-much-room-do-we-need-supply-entire-world-solar-electricity#Vz4JP0RB6FE9RpuE.99 

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

الماس لم يعد هو العنصر الأقسى



الماس لم يعد هو العنصر الأقسى والاصلب على الكوكب


ديسمبر 23 2016
ترجمة: صالح حبيب



من الحقائق المعروفة ان الماس هو اقوى مادة على كوكبنا. مع ذلك فالماس قد أزيح من عرشه كأصلب مادة معروفة بعد ان اعلن علماء من جامعة كارولينا الشمالية عن صيغة من الكربون اقسى من الماس.

لقد وجد فريق البحث طورا جديدا من الكربون يعرف باسم كيو- كربون Q-Carbon ابدى صفاةً فريدة و غير متوقعة اثناء التجارب المختبرية مثل قابليته للمغنطة. وخاصية أخرى غير عادية لهذا الطور من الكربون هي تألقه عند تعرضه لأي نوع من الطاقة. انظر صور المخططات لمزيد من التفاصيل عن التجارب


وقد تم نشر البحث في مجلة الفيزياء التطبيقية والذي يشير أيضا الى ان طور الكيو في الكربون قد تم خلقه بتركيز حزمة ليزر على كربون غير متبلور لمدة 200 نانو ثانية (1نانوثانية = 1 من 1000 من الثانية – المترجم ). وبهذا فحرارة الكربون غير المتبلور قد ارتفعت بسرعة كبيرة وثم تم تبريدها ببطيء بطريقة تعرف في علم المعادن بالتبريد بالسقي لكي ينتج بالنهاية الكيو-كربون.



هذا الاكتشاف الحديث يعتبر فتحا عظيما في مجال مواد التشييد والبناء. فهذه المادة الجديدة الأقوى على الكوكب سوف تستخدم لصناعة في تقوية بناء بدائل الأعضاء البشرية وتحسين معدات الحفر العميق إضافة الى تطوير شاشات جديدة اكثر صفاء وبريقا وقوة للهواتف المحمولة والتلفزيونات.
عن موقع 

السبت، 19 نوفمبر 2016

البيت مصنع المخلصين كما الجيش مصنع الابطال

البيت مصنع المخلصين كما الجيش مصنع الابطال

بقلم: صالح حبيب


ذكرني هذا السلوك بحالة مررت بها في بداية خدمتي العسكرية 
هذا السلوك يخلق في نفس الطفل سهولة الانحراف وغريزة الخيانة للصديق وللمجموع والعائلة وربما للوطن 
اول ما لبسنا عسكرية عام 1982 وكنا في مركز تدريب مدرسة المدفعية في المحاويل كان احد افراد الفصيل قد ترك بندقيته على ارض ساحة التدريب وذهب دون ان يسلمها للمشجب بعد نهاية التدريب.. فجمعنا الضابط المسؤول عنا وبدأ يحقق حول من ترك بندقيته على الارض وغادر لأن هذا الفعل يعتبر في العرف العسكري اشد من الكفر؟
فلم نكن اثناء التدريب اليومي هناك نستلم البنادق بالاسماء من اجل اختصار الوقت بل نستلم ثم نُسلِّم بعد التدريب - 
صار الضابط بضغط علينا بشتى الوسائل لكي نخبره باسم الجندي الذي ترك سلاحه ورغم اننا كنا نعرف من يكون الا اننا لم ننطق باسمه رغم ان الضابط قد بدأ يذيقنا انواع العقوبات الجماعية مرة بالهرولة العنيفة ومرة برفع البنادق بيد واحدة الى الاعلى لفترة طويلة او الوقوف على ساق واحد لفترة طويلة ايضا او شناو متواصل او اجلس-انهض-هرول -اجلس-انهض-هرول ولم يصرفنا من ساحة التدريب حتى الليل وقد انهكنا تماما وكان يأمل انه عسى ان يفشي احدنا باسم صاحبنا ولكننا تحملنا كل انواع العقوبات الشبيهة بالتعذيب النفسي بحرماننا من النزول اليومي الى بيوتنا او الذهاب الى ثكنات النوم او الجسدي بالرياضة المنهكة -بما يسمح له قانون العسكرية طبعا - ولكننا لم نفعل ولم نبح باسمه..فهذا التضامن والاصرار مطلوب جدا بين افراد الوحدات العسكرية وخصوصا وقت الحرب لكي يحافظ الجندي على اسرار قطعاته العسكرية و وحدته اذا ما تم اسره ..
ولكن مع ذلك وللاسف الشديد فأن ابو رغال موجود في كل أمة.فلم نكن اثناء التدريب اليومي هناك نستلم البنادق بالاسماء من اجل اختصار الوقت بل نستلم ثم نُسلِّم بعد التدريب - 
صار الضابط بضغط علينا بشتى الوسائل لكي نخبره باسم الجندي الذي ترك سلاحه ورغم اننا كنا نعرف من يكون الا اننا لم ننطق باسمه رغم ان الضابط قد بدأ يذيقنا انواع العقوبات الجماعية مرة بالهرولة العنيفة ومرة برفع البنادق بيد واحدة الى الاعلى لفترة طويلة او الوقوف على ساق واحد لفترة طويلة ايضا او شناو متواصل او اجلس-انهض-هرول -اجلس-انهض-هرول ولم يصرفنا من ساحة التدريب حتى الليل وقد انهكنا تماما وكان يأمل انه عسى ان يفشي احدنا باسم صاحبنا ولكننا تحملنا كل انواع العقوبات الشبيهة بالتعذيب النفسي بحرماننا من النزول اليومي الى بيوتنا او الذهاب الى ثكنات النوم او الجسدي بالرياضة المنهكة -بما يسمح له قانون العسكرية طبعا - ولكننا لم نفعل ولم نبح باسمه..فهذا التضامن والاصرار مطلوب جدا بين افراد الوحدات العسكرية وخصوصا وقت الحرب لكي يحافظ الجندي على اسرار قطعاته العسكرية و وحدته اذا ما تم اسره ..
ولكن مع ذلك وللاسف الشديد فأن ابو رغال موجود في كل أمة.






الانسان لم يتطور على الارض

باحثون يقدمون زعما صادما
الانسان لم يتطور على الارض

ترجمة: صالح حبيب

Translated to Arabic by: Salih Habeeb



قبل الخوض في هذا الموضوع، ففي هذا العام، اكد علماء آخرين بأن حياةً قد نشأت على المريخ في الماضي، وفقا لأكتشاف معادن وجدت في احدى النيازك ذات الاصل المريخي الذي قد يكون اكتشافا حاسما لأصل الحياة.
ولكن، هناك كتاب جديدا قد صدر قبل سنتين لاحد العلماءالاميركان المختصين بالبيئة وهو الدكتور إليس سيلڤر Ellis Silver يقدم فيه حججا قائمة على اساس فسلجة جسم الانسان، يدعي فيه بأن الانسان كجنس قد لا يكون تطور مع اشكال الحياة الاخرى السائدة على كوكبنا الارض – ولكنه وصل من مكان آخر، اي قد تم جلبه الى هنا من قبل اقوام من كواكب اخرى حديثا اي في غضون عشرات الالاف من السنين الماضية.
انه ادعاء كبير حقا، مع ذلك، فأن الحقائق التي وضعها سيلڤر على مائدة البحث ستجعلك تتساءل: "كيف انني لم ادرك ذلك من قبل؟!!"
(ملاحظة المترجم- أنا شخصيا قد قرأت الكتاب بتمعن عام 2014 ومازلت احتفظ به في مكتبتي الالكترونية في الكندل أمزون واعجبت بالفكرة جدا لأنها موضوعية وعلمية جدا ومازلت انوي ترجمته ونشره بعد اخذ موافقة الدكتور سيلڤر- ... صالح حبيب)
سيلڤر، ناشط بيئي ويشترك حاليا مع المجاميع التطوعية التي تعمل على تنظيف المحيط الهادي من النفايات البلاستيكية القاتلة للحياة والبيئة البحرية، يقول ان كتابه يهدف الى اثارة مناظرات حول هذا الموضوع – و يستند الى اسس علمية لتبيان الاختلاف بين الانسان والحيوانات.
يقول سيلفر في لقاء مع اخبار ياهو:
"ان كوكب الارض يسد احتياجاتنا تقريبا كأنواع حية، ولكن ربما ليس بالدرجة التي تصورها من اتى بنا الى هنا في بداية الامر"
و أردف:
" يفترض ان الجنس البشري هو النوع الارقى في سلم التطور للكائنات على هذا الكوكب، مع ذلك فان المفاجأة هي: انه كائن غير ملائم وليس لديه الوسائل الكافية لمواجهة البيئة الارضية: فهو يصاب بالاذى من اشعة الشمس، وغير قادر على تناول كل شيء كغذاء بصورة طبيعية، نسبة الامراض المزمنة ضمن جنسه عالية بشكل كبير، وغير ذلك من الاسباب الكثيرة"
يقول الدكتور إليس سيلڤر بأن الانسان ربما يعاني من آلام ظهرية سيئة وذلك لأنه تطور اساسا في عالم مختلف ذو جاذبية اقل من جاذبية الارض.
وقال ايضا بأنه من الغريب ان حجم رأس الطفل البشري كبير الى الدرجة التي تجد فيه الا صعوبة كبيرة في الولادة وتعاني من آلام مميتة احيانا لها او للطفل.
" في الحقيقة ان الانواع الاصلية القاطنة او السكان الحقيقيون لهذا الكوكب (الحيوانات ) لا يواجهون مثل هذه المشاكل" واشار ايضا الى وجود 223 جينا عند الجنس البشري غير موجودة في اي نوع آخر لبقية مخلوقات الكوكب، واشار كذلك الى الحلقة المفقودة من المتحجرات.
يقول سيلڤر: " ان الزواحف والسحالي يمكنها الاستحمام باشعة الشمس قدرما تشاء وهذا ما يفعله معضمها. أما نحن فلا نستطيع ان ننجو اذا خضعنا لنفس الظروف لمدة تتجاوز اسبوع او اثنين. أما ان نمكث في الشمس يوما بعد يوم في الشمس فانس ذلك؟ كما ان اعيننا تنبهر بأشعة الشمس و غير متكيفة معها ولكن الحيوانات والطيور لا يحصل لها ذلك"
يقول سيلفر: "نحن جميعا مصابين بالامراض المزمنة"
"بالفعل، فانك ان استطعت العثور على شخص واحد سليم 100% ولا يعاني من بعض الحالات او الاعتلالات (ربما تكون فيه ولكن غير ظاهرة) - الكتاب يستعرض قائمة طويلة من الامثلة والحالات- فأنني سأكون متفاجئا جدا – انا شخصيا لم استطع العثور على هكذا شخص (سليم جسديا 100%)
نحن نقول اننا تطورنا ولكن، لوكنا تطورنا هنا، فألا يجب ان نكون على علاقة وثيقة مع هذه الطبيعة بدلا من ان نكون علاقة اقل واقل قوة، الى النقطة التي نؤذي بها الحياة الطبيعية من حولنا؟
شئ ما لا يبدو صحيحا.
"انني أؤمن بأن الكثير من مشاكلنا قد جاءت من حقيقة بسيطة وهي ان الساعة الداخلية لأجسامنا قد تطورت في بداية نشأة جنسنا لتعمل في يوم تتوقع ان يكون ذو 25 ساعة (هذا اثبت علميا من قبل باحثي نوم الانسان ومشاكل النوم) ولكن طول اليوم غلى الارض هو فقط 24 ساعة. وهذا الظرف ليس حديثا- فقد تم اقتفاء اثر هذا العامل الفسيولوجي رجوعا عبر تأريخ الجنس البشري وحياته على الارض."
هناك عنصر رئيسي آخر نتعمد اهماله عادة. فكثير من الناس يقولون انهم لا يشعرون بأنهم تابعين لهذا العالم وليس هذا وطنهم الام ..هكذا يقول الدكتور سيلڤر ويضيف: وهذه الحقيقة لا يمكن اهمالها، خصوصا ان النسبة الكبرى من الجنس البشري لديهم هذا الشعور.
يقول سيلفر ايضا:" هذه الامور تشير (بالنسبة لي على الاقل) الى ان الجنس البشري قد يكون تطور على كوكب آخر، واننا قد تم جلبنا كانواع عالية التطور"
ماذا لو اننا هاجرنا الى هنا من المريخ؟ وهذا، صدق او لا تصدق، ليس مستبعدا الى الدرجة التي تبدو لك عليه. فالعلماء حاليا قد اكتشفوا بأن المريخ كان له مجال مغناطيسي قوي قبل ان يصبح كوكبا قاحلا ذو طبيعة خربة.
المريخ هو الكوكب الوحيد في نظامنا الشمسي الذي طول اليوم على سطحه 25 ساعة و هو ابعد من الارض مسافة عن الشمس وله جاذبية اضعف من جاذبية الارض كما اثبت انه كان يحتوي على كميات كبيرة من المياه في الماضي.
ماذا لو ان المريخ قد مر بكارثة دمار شامل ادت بالحياة الى الهلاك لسبب ما فقررنا الرحيل منه الى الكوكب المجاور من اجل انقاذ جنسنا.
وفي هذ الحالة فأن ذلك سيفسر قصص "سقوطنا" من "السماء (الجنة) " الى الارض وبمرور عشرات الآلاف من السنين طويت القصة الحقيقية لهبوطنا على الارض وصارت في طي النسيان.
يقول الدكتور إليس سيلفر" ان اطروحتي هذه تفترض ان الجنس البشري لم يتطور من سلسلة تطورية معينة من الحياة على الارض، بل تطور في مكان آخر ولسبب ما لا نعرفه تم نقله الى الارض (كمخلوق انساني متطور وكامل – هوموسابينس) قبل بين 60,000 الى 200,000 سنة "
(ان هذه النتف المختصرة جدا من الكتاب لا تبين بوضوح وجهة النظر الكاملة لفرضية الدكتور سيلفر فهو في كتابه اعطى عشرين حجة علمية وبشكل مفصل تجعلك تقف متأملا في الفوارق التي تحدث عنها و تعيد النظر في كل شيء يتعلق بحياة هذا الكائن العنيف- المترجم صالح حبيب)
ان الامر وكاننا نحاول يائسين ان نخبئ حقيقة اننا لا ننتمي الى هذه الطبيعة التي نحاول التأقلم معها.

 http://www.lifecoachcode.com/2016/04/18/humans-did-not-evolve-on-earth 



الأربعاء، 10 أغسطس 2016

روائح و ذكريات


روائح و ذكريات



يخيل إليّ بان الجذر اللغوي لمفهوم كلمة الرائحة قد اتت به العرب من كلمة الروح لأن الرائحة عند تنشقها تهيج في أرواحنا و في دواخلنا احاسيس مختلفة و مشاعر متباينة و كأنها تتعلق بالروح و بالذاكرة بعضها يبهج و بعضها يؤلم.
من منا لم تعلق بأنفه و ذاكرته رائحة الحقيبة المدرسية ؟
بالتأكيد انكم الآن قد عدتم بذاكراتكم عشرات السنين الى الوراء و بدأتم الرحلة الجميلة، كل حسب رؤيته.
لقد كانت تلك الرائحة اللطيفة كوكتيلا رائعا من الروائح المتنوعة التي علقت في أجمل زوايا الذاكرة، رائحة الكتب و الدفاتر الجديدة التي توزع علينا بداية العام الدراسي و هي جديدة زاهية فندشنها بأيدينا و أما الدفاتر المدرسية الاضافية و الأقلام التي يتسوقها لنا الأهل من سوق السراي فقد صارت ظاهرة مألوفة لكل العراقيين بداية كل عام دراسي لنعمر بها حقائب الاطفال وهم فرحين ببداية العام الدراسي الجديد، رائحة أقلام الرصاص، الأقلام التي أنا شخصيا أعشقها ولا تفارقني حتى اليوم، رائحة الممحاة البيضاء و رائحة المحّايات الملونة الشبيهة بالعلكة، رائحة الجلد الصناعي الذي صنعت منه الحقيبة المدرسية، و يضاف لهذا الكوكتيل اللذيذ من الروائح رائحة التفاحة و الموزة و الساندويجة التي تدسها لنا الأم الطيبة حتى اذا ما اخرجناها بعد ان يقرص الجوع أمعائنا الصغيرة لنأكلها في وقت الفرصة بين الدروس فسنجد فيها ان الرائحة الغالبة هي رائحة الحنان التي اودعتها الأم في حقيبتنا لتصبيرنا في رحلتنا اليومية الصغيرة.
ولرائحة المدرسة و الصف و الحانوت الذي يبيع الببسي و الفلافل و السميط و الجبس و النستلة حصة لا يمكن اغفالها في هذا العبق المدرسي. روائح كثيرة مختلفة كلها تذكرنا بأجواء و أيام وذكريات ومواقف مفرحة و حلوة و كريهة ومؤلمة كل رائحة في هذه الفترة من العمر التي تبدأ بها الشخصية بالتبلور والبناء تكون لها ميزتها واهميتها و روابطها الوشيجة، رائحة الكتاب رائحة الكرة رائحة البدلة الجديدة رائحة الحذاء الجديد رائحة اللعبة المعدنية الجديدة كم كنت احبها رائحة المكتبة العامة رائحة غرفة مدير المدرسة المليئة بالرهبة والاحترام و التبغ والطباشير، رائحة غرفة مختبر العلوم التي ندرس فيها بعض التجارب الفيزيائية و الكيميائية الصغيرة و التي كانت في نظرنا لا تقل خطورة عن وكالة ناسا، أما رائحة غرفة المرسم فقد كانت هذه الغرفة تمثل لي مدينة الأحلام السحرية و ستوديوهات ديزني و ربما متحف اللوفر، فيه كانت تعلق لوحات التلاميذ الموهوبين الذين استحقت لوحاتهم ان تحتل لها مكانا على جدرانه و دائما كنت أفخر بأن لي لوحة بقيت راسخة هناك حتى بعد ان تخرجت من مدرستي الابتدائية و اجتزتها بمراحل و كنت احب ان تداعب انفي رائحة الألوان الزيتية المنتشرة في تلك الغرفة و رائحة أصابع الباستيل و رائحة الكيروسين الذي تغطس فيه فرش الرسم الزيتي فلم يكونوا يستخدمون التربنتين كمحلول اذابة للالوان الزيتية لأرتفاع سعره و رخص سعر الكيروسين، و كذلك رائحة ورق الرسم و دفاتره و ورق الآبرو الملون الجميل و كم كنت اتمنى ان تكون حصة الرسم حصة يومية في المنهج الدراسي و ان تكون اطول الحصص فمازالت رائحة مواد الرسم و اللوحات و القرطاسية تسحرني و تشدني اليها بقوة.
في نهاية اليوم المدرسي نخرج بعد الظهر لنخترق جموع التلاميذ الغفيرة من أقراننا الذين ينتظرون انصرافنا لكي يحتلوا محلنا فيبدأون دوامهم الظهري لأن بناية المدرسة تخدم مدرستين ككل المدارس العراقية في المناطق المكتضة بالسكان. كانت تداهمنا و نحن نشق طريقنا الى البيت بين تلك الجموع روائح أخرى مثيرة و مسيلة للعاب بالنسبة لشياطين صغار مثلنا لم تسد الساندويجة والتفاحة جوعهم بما يكفي خصوصا بعد ان حرقوها في بطونهم بسهولة بالركض و اللعب و التنطط هنا وهناك بكل ما للطفولة من حب للعب واللهو.
روائح بعضها لذيذ و بعضها مقرف تختلط مع بعض حسب المكان و المنطقة و المحلة من محلات بغداد التي تقع فيها المدرسة، رائحة اللبلبي، الفلافل، العنبة، البالوته، الدوندرمة، الحلاوة الدهينية، السمسمية، شربت النومي بصرة و الزبيب و البرتقال و انواع الشرابت الملونة الجذابة فهل نستطيع ان نصمد امام هذه الروائح اللذيذة و نحن جياع؟ لا و ألف لا فهذه مسألة مبدأ بالنسبة لنا فكيف نمر بها مرور الكرام، و بالرغم من ارشادات المعلمين كل يوم و توصيات الأهل وتوسلاتهم و تخويفنا بأخطر الأمراض اولها الكوليرا و آخرها القولنج اذا ما أكلنا او شربنا شيئا من الباعة المتجولين، تجدنا نتزاحم على عرباتهم كما يتزاحم النمل على قطعة حلوى غنية بالسكر و الشكولاته نمد أذرعنا الناعمة بآخر ما تبقى من مصروفنا اليومي لكي نقوم بتصفير جيوبنا قبل عودتنا لبيوتنا، و بالطبع كان اهم المواقع حول عربة البائع المتجول الذي نتحلق حوله بشغف هو فوق احدى العجلات لكي نرتفع بأعناقنا و يتسنى لنا مشاهد ما يوجد من آيكونات فوق دسك توب عربة بائع اللبلبي او الدوندرمة.
إلا ان اجمل و ألذ ما كان يداعب نهايات اعصابنا الشمية بلا منازع هو طبيخ ست الحبايب عندما ندخل الى البيت و نحذف على عجل بحقائبنا المدرسية و ملابسنا هنا و هناك و نتراكض لارتداء ملابس البيت لنلتهم ما تقدمه لنا الوالدة الحنون وسط موجه من الاحتجاجات التي نحرق بها الأجواء ضد الطعام اذا كان طبق ذلك اليوم من الاصناف التي لا نحبها. ولكننا بالاخير نأكلها حتى آخر حبة رز.
كبرنا و تنقلنا في مراحل الدراسة و العمر في الحياة و صارت الروائح التي كانت تؤنسنا في زمن الطفولة تشكل لنا مجرد ذكريات جميلة و حلوة تذكرنا بتلك الفترة الطفولية التي رحلت بلا رجعة و حلت محلها روائح اخرى جديدة و مختلفة بعضها يثير في داخلنا الحنين لأن انفنا قد تحسس في المكان عطرا باريسا ذكرنا بالحب الأول او نسمة محملة بشذى الزهور اعاد الى اذهاننا الجو الصيفي الذي شهد أول لقاء و أول دقة قلب، و بعضها يهيج في داخلنا الوجوم لأنه يذكرنا بفراق الحبيبة أو الحبيب او بمشكلة من مشاكل المحبين أو بسوء فهم انتهى بزواجها من ابن العم او من عريس لقطة. و بعضها دائما جميلا منعشا كرائحة المطر في مستهله عندما يتصاعد عبيق الارض الجافة و عطر النباتات و الأعشاب العطشى و رائحة الحقول التي أرهقها القيض بعد صيف لاهب فتعطينا هذه الرائحة أملا جديدا بالحياة و تعلقا بأمنا الأرض و تلفت انظارنا الى ما يجنيه الانسان بيديه بحق الطبيعة الجميلة التي وهبته كل شئ و هو يجحدها.
روائح أخرى تثير في انفسنا الخشوع و الطمأنينة و السكينة، روائح البخور و زيت وماء الورد عندما نتنشقها فتذكرنا بمراقد الأئمة والشيوخ الزاهدين و الأولياء الصالحين و بأجواء المساجد و أجواء الكنائس وآحادها عندما يوقد البخور و توقد شموع النذور للسيدة العذراء على ايادي البنات المسلمات والمسيحيات.
لا ننسى رائحة الشاي العراقي في الصباح عندما يختلط برائحة القيمر والصمون الحار، لن تشرب الشاي إلا وانت تستنشق رائحته قبل ان تتذوقه فأن لم تجدها فأنه مجرد قنداغ لا يمت بصلة لهذا الشراب المؤنس.
روائح عراقية جميلة تهيج في دواخلنا ذكريات أجمل لترتبط بأماكن و تواريخ و أصوات مألوفة صارت مفردات جميلة في حياة كل عراقي، فلا تتنشق رائحة الشاي الذي تخدر جيدا إلا و تؤنسك مع ارتشافه هلاهل استكاناته و صحونه و ملاعقه و لا تتنشق رائحة السمك المسكوف إلا و تستعذب معه رائحة شواطئ دجلة و اغاني المقام العراقي و أنوار عبد الوهاب و زهور حسين و حفيف الاشجار في ليالي شارع أبي نؤاس و اضوائه الملونة و انعكاساتها على مياه دجلة الهادئة و لن تعجبك رائحة النركيلة و انفاسها إلا اذا كنت قد تناولت قبلها عشاءا دسما من الباجه و الطرشي او الكباب و التكة و ظلوع الضأن و يحيط بك ضجيج المقهى و ضحكات الاصدقاء و مزاحهم و دردشاتهم العالية.
تتنقل بنا الروائح و العطور و النسمات من الشذى الجميل و الطفولي و الحالم الى روائح ايام الشباب الذي ضاع بين رائحة البارود و دخان عوادم شاحنات الأيفا و الدبابات و دخان المدافع الى عبق تراب الأرض في كل ضربة معول و مجرفة لنستخرج بهما التراب من بطن حفرة في الارض حفرناها لنلتجئ بها من القصف المدفعي المعادي او لتنغلق مناخرنا بتراب ثقيل لمعركة حامية نخوضها فاذا نجونا منها ستنتهي حتما بتنشق رائحة فحم المناقل المتصاعدة مع رائحة القهوة العربية في مجلس الفاتحة على روح الشهيد فنتذكره و نتذكر اوسم شبابنا الذين ضحوا بأنفسهم لكي يتنشق اطفالنا القادمون رائحة الحقائب و الكتب و أقلام الرصاص ولكي تضع الأمهات لهم تصبيرة الطعام الهني.
فنبكي الذين رحلوا من أجلهم وأجلنا بحرقة.
و هكذا و بعد تلك الرحلة العطرة الطويلة التي تعودت فيها حاسة الشم العراقية على العبق و العطور و الدخان لم تبق اليوم إلا رائحة واحدة تثير في القلب اجمل ذكرى و تبقى هي الرائحة الأحلى.. التي تترقبها كل أحاسيسنا و مشاعرنا و حواسنا الخمسة بلهفة و اشتياق علّنا سنتنفسها من جديد ..
انها رائحة السلام.